واللافت للنظر أنه كان هناك اتجاه إيجابي يتعلق بعدد المعلمين المدربين ينمو ويتطور مع الوقت في العديد من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مع هذا نرى أن نسبة المعلمين المتدربين تراجعت منذ عام 2000 في بلدان مثل أريتريا وغانا والنيجر (الشكل 17 ).

يشير نص الغاية 4 – ج من الهدف 4 للتنمية المستدامة إلى المعلمين «المؤهلين »، في حين يشير المؤشر العالمي لهذه الغاية ( 4- ج – 1) المعلمين «المدربين »، الأمر الذي يثير بعض الإرباك والالتباس. فالمعلمون المؤهلون هم أولئك الذين يتمتعون بالحد الأدنى اللازم من المؤهلات الأكاديمية، أما المعلمون المدربون فهم أولئك الذين خضعوا لتدريب مهني. وهناك تناقض أو تعارض بين الاثنين في بعض البلدان بسبب اختلاف متطلبات إعداد المعلمين، ولا سيما في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان ذات الحد الأدنى من الدخل المتوسط. ففي جامايكا مثلاً، تبلغ نسبة المعلمين المؤهلين في المدارس الثانوية 15 %، بينما تبلغ نسبة المعلمين المدربين 85 % .

إن وضع تعريف قابل للمقارنة للمعلمين «المدربين » احتمال ضعيف وصعب التحقيق، ومن غير المرجح لسنوات عديدة التوصل إلى تصنيف عالمي لتدريب المعلمين. والبديل الممكن هو الاستقصاءات التي تشمل عدة بلدان، باعتبارها تتضمن معلومات عن خصائص وسمات المعلمين. على سبيل المثال، بينت دراسة اتجاهات التحصيل في الرياضيات والعلوم على الصعيد الدولي أن نسبة طلاب الصف الرابع الذين يدرسهم معلمون مؤهلون ومدربون في مادة الرياضيات قد انخفضت في الفترة بين عامي 2007 و 2015 من 89 % إلى 54 % في كازاخستان ولكنها ارتفعت في الدنمارك من 18 % إلى 38 % .

وتفيد البيانات أن نسبة التلاميذ إلى المعلمين على الصعيد العالمي أعلى في البلدان الفقيرة، ولكن عدد التلاميذ في المرحلة الابتدائية لكل معلم شهد انخفاضاً منذ عام 2000 .

أما فيما يتعلق بأجور المعلمين وتطورهم المهني ومعدل تناقص أعدادهم فإن المعلومات المتوافرة في هذا الخصوص شحيحة ونادرة. ومنها أن أجور المعلمين في بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي تميل لأن تكون دون أجور العاملين الآخرين ذوي المؤهلات المماثلة. وأفادت الدراسة الاستقصائية الدولية للتعليم والتعلم أن 88 % من معلمي المرحلة الدنيا والعليا من التعليم الثانوي الذين شملتهم الدراسة خضعوا للتطوير المهني في عام 2013 .

وتبلغ نسبة تدريب معلمي المدارس الابتدائية على الصعيد العالمي 86 %؛