SUMMARY
VERSION

إسقاطات: كيف سيؤثر توسيع التعليم على مخرجات التنمية المستدامة؟

A young chinese boy examines the nature around him.

CREDIT: Fotolia

إسقاطات: كيف سيؤثر توسيع التعليم على مخرجات التنمية المستدامة؟

تقديرات بشأن التحصيل التعليمي على الصعيد العالمي حتى عام 2030 وما بعده

عمل التقرير العالمي لرصد التعليم على دراسة الآفاق المحتملة لتعميم التعليم الثانوي بحلول عام 2030 باستخدام مجموعة من البيانات التمثيلية على الصعيد العالمي ومنهجية متطورة. وخرج بتقديرات تحمل رسالة واضحة مفادها أن: العالم سيتأخر 50 عاماً عن تحقيق التزاماته بشأن التعليم. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية فإن تعميم إتمام التعليم الابتدائي سيتحقق في عام 2042؛ وتعميم إتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي سيتحقق في عام 2059؛ وتعميم إتمام المرحلة العليا من التعليم الثانوي سيتحقق في عام 2084. وستحقق البلدان الأشد فقراً تعميم التعليم الابتدائي بعد البلدان الأكثر غنى بما يزيد عن مائة عام. وإن الاستنتاج الرئيس الذي خلص إليه التقرير هو أن سيناريو تحقيق هدف التنمية المستدامة في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة على حد سواء يتطلب قطيعة غير مسبوقة مع الاتجاهات السابقة إذا أريد لمسألة إتمام التعليم في الغاية 4.1 أن تتحقق.

توقع التأثيرات على مخرجات التنمية

بالرغم أن عملية الإسقاطات أو التقديرات التي قام بها التقرير تفيد بأن تحقيق هدف التنمية المستدامة المتعلق بالتعليم قد لا يتحقق، لا بد من القول أن حتى التقدم المتواضع على هذا الطريق يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً بالنسبة للجيل القادم من حيث آثاره الإيجابية. ولإعطاء فكرة عن كيف يساهم توسع التعليم في تعزيز الأهداف الأخرى للتنمية المستدامة، يحلل التقرير العالمي لرصد التعليم كيف يمكن للتعليم أن يساعد على انقاذ حياة الاخرين (من خلال تخفيض نسبة وفيات الأطفال الرضَّع وغير الرضَّع وزيادة متوسط العمر المتوقَّع للكبار) وانتشال الناس والبلدان من وهدة الفقر (من خلال زيادة النمو الكلي للاقتصاد الوطني والحد من الفقر المدقع) والحد من التعرض الكوارث.

إذا استطاعت الفتيات في سن الحمل الحصول على التعليم الثانوي بحلول عام 2030 فإن نسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى سنخفض من 68 وفاة إلى 54 وفاة لكل 1000 ولادة حية بحلول عام 2030 ومن 51 إلى 38 وفاة لكل 1000 ولادة حية بحلول عام 2050. وبما أن صحة الأطفال يمكن أن تتحسَّن أيضاً بما يطرأ من تحسينات صحية وغيرها على مستوى المجتمع المحلي ونشر الممارسات والسلوكيات الصحية، فقد تنخفض وفيات الأطفال بنسبة أكبر مما تفيد به هذه التقديرات.

ويمكن للتعليم أن يعزز دخل الفرد من خلال زيادة انتاجية العمل ودفع عجلة التطور التكنولوجي واعتماده. ومن شأن تعميم إتمام المرحلة العليا من التعليم الثانوي في البلدان المنخفضة الدخل أن يزيد دخل الفرد بنسبة 75% بحلول عام 2050. وحتى لوكان تحقيق الهدف 4 للتنمية المستدامة غير كاف للقضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030، فإنه يمكن دفع عجلة القضاء على الفقر 10 سنين إلى الأمام.

وبإمكان التعليم أيضاً أن يساعد في الحد من الوفيات الناجمة عن الكوارث، باعتبار أن الفئات المتعلمة أكثر وعياً بالمخاطر وأكثر حرصاً على الحذر منها، وأفضل استعداداً واستجابة وأقل خسارة حين تقع الكوارث. وإذا تحقق هدف تعميم التعليم الثانوي بحلول عام 2030، فإن عدد الوفيات الناجمة عن الكوارث سيقل بحلول الفترة 2040-2050 بمقدار 10000 إلى 20000 في العقد الواحد، مقارنة بـ 250000 وفاة في الفترة بين عامي 2000 و2010، في حال بقيت وتيرة الكوارث ثابتة. وستتجلى فائدة تعميم التعليم الثانوي من حيث خفض عدد الوفيات الناجمة عن الكوارث في آسيا، وذلك بسبب كثافتها السكانية العالية ووجود عدد كبير من السكان الأكثر هشاشة في مواجهة الكوارث يقطنون المناطق الساحلية.